الخميس، 15 جانفي 2009

السارح و المسروح به



فكرة الراعي فكرة قديمة نلقاوها في جميع الاديان السماوية. ففي كتاب المزامير يبدأ الاصحاح 23 بالجملة التالية "ادوناي راعيّ فلا يعوزني شيء". كيف كيف لحكاية تتعاود مع يسوع في انجيل يوحنا 11 " انا الراعي الصالح، و الراعي الصالح يبذل نفسه مكان الخراف". نلاحظ اذا ان المرور من اليهودية الى المسيحية، من العهد القديم الى العهد الجديد، اقترن بمرور صفة الراعي من ادوناي (الاله السماوي) الى يسوع (الاله الأرضي ان صح التعبير). الملفت للانتباه في المسيحية هو اعتبار يسوع لنفسه راعي الكوني الوحيد اذ يقول "و تكون رعية واحدة و راعي واحد" (انجيل يوحنا 10 16).


مباهي، تقولولي و احنا اش مدخلنا في هذا الكل؟
هاو جايكم لحديث :
ننتقلو توة للاسلام اذ نجد هذا الحديث "كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته : الامام راع و مسؤول عن رعيته و الرجل راع في أهله و مسؤول عن رعيته و المرأة راعية في بيت زوجها و مسؤولة عن رعيتها و الخادم راع في مال سيده و مسؤول عن رعيته..." (البخاري : كتاب الجمعة : باب الجمعة في القرى و المدن)
مانيش باش نحكي على تضييق الحديث هذا لدور المرأة و الا حكاية الخادم و العبودية... الّي يهمني هو الجملة لوّلة : "كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته". نلاحظو هنا الي صفة الراعي انتقلت بصفة كليّة للانسان و ماعادش منحصرة عند اله و الا ممثل الاله، فيبدو لنا من اول وهلة ان هذه العلاقة ولات افقية ماعادش عمودية. و من ناحية اخرى، نلقاو الي الانسان تحمل مسؤولية اكبر امام الاله بالمقارنة مع المسيحية او اليهودية. و هنا يكمن الخطر ! اي نعم، خطر !! علاش ؟ على خاطر بالطريقة هاذي يكثر التنسنيس و تتقلص حرية التعبير و ما جاورها... و هذا هو بالضبط الي صاير اليوم في المجتمعات الاسلامية. المسلم يحس روحو بمثابة رسول في عايلتو و في المجتمع الي يعيش فيه، لذلك تلقاه النهار و طولو و هو يأمر بال"معروف" و ينهى عال"منكر" و يصدر احكام تكفر كل من لا يتفق معه في الرأي. فهو بالتالي ينغّص العيشة عالناس الي دايرة بيه الكل حتى الي ماعندهمش اعتراضات على ارائه. هالنوع هذا كثر برشة هالايامات بفضل الثورة الرقمية : تلقاه كل مرة يبعثلك مايل ينسيك في الي قبلو : هاو مرة يلزمك كي تصلي تربع يديك ما تخليهمش محلولين، هاو مرة يقلك السواك خير برشة مالدونتيفريس على خاطرو سنة الرسول؛ و الرسول يحب عاد شكون يتبعو في كل شي الا في عدد النسا الي عرس بيهم ;)
مرة قلت لصاحبي المسلم يا اخي فك على قتلي و اخطاني مالحكايات هاذي ماو في بالك بي اعتزلت الاسلام من هاك العام. جاوبني قلّي ماذا بيّ ما نقلقش خويا اما الله غالب واجب ديني نتحاسب عليه نهار اخر... في المرحلة هاذي صحيح ماهوش قاعد يقلق في برشة، اما الامر يولي اكثر خطورة كي نهار مالنهارات يولي يحكي على حد الردة و ما تابعها... و ما تقولوليش راك تبالغ على خاطر صارتلي برشة مواقف مع ناس في عمري و حتى اصغر مني، و الي يعتبرو اقامة حدود الله هي الطريق الوحيد للخلاص !!
نرجعو توة لعلالشنا، نعرف الي برشة منكم باش يقولو : "حتى المسيحية و اليهودية فيها وصاية فكرية : ياخي مالا شنوة دور الرّبِّي و الببّاص؟" إصحيح ! و هذا بالضبط فين نحب نوصل ! سبينوزا كي نقد اليهودية توجه مباشرة الى رجال الدين، كيف كيف بالنسبة للفرينسيس في عصر الانوار. اما نقد الاسلام لشكون باش نوجهوه؟ صحيح المدعوذين ، مشكورين، قاعدين يقومو بدور كبير في تبهيم امّة محمد، و الي نقدهم باش ينقص من برشة خور. اما هاذا وحدو ما يكفيش. في ظل غياب مؤسسة دينية واضحة المعالم في الدين الاسلامي، فانو النقد يلزمو يتوجه للمسلم شخصيا، و ياخذ في عين الاعتبار تفاصيل واقعو و تاريخو، على خاطر المسلم يلعب في نفس الوقت دور السارح و المسروح بيه.
ما تنجم تصير نهضة في البلدان الاسلامية الا اذا كان مفهوم الوصاية الفكرية يتنحى من امخاخ لعباد الكل و لا عاد فمة لا سارح لا مسروح بيه : هذي هي المعركة الحقيقية.

هناك 6 تعليقات:

abu arabi يقول...

حاول باش تبسط موضوعك بطرق اخرى اكثر وضوحا..انتى حبيت تحكى على كل شئ وفى اخر الامر ما نجمت تفسر حتى شيء...زيد اقرأ وزيد حاول اكتب خير من هكه...لعل وعسى نهار من النهارات تصير تنجم تكتب حاجات باهية...ربى يعاونك

Übermensch يقول...

@ بو لعربي
نشكروك على نقدك البناء و الي لمس جوهر الموضوع و كذلك عالنصايح القيمة و المفيدة الي سيادتك مديتهملنا و الي حقيقة فادوني برشة...
انشالله في المستقبل نكونو في مستوى تطلعات سيادتكم...
و تفضلوا سيدي بقبول فائق احتراماتي


عبدكم المطيع
اوبرمنش

غير معرف يقول...

bravo ubermensch pour ce texte

بوالعربي نقترح عليك تعمل هجرة الاران

abu arabi يقول...

عفوا عزيزتى خلدونة..لست مستعدا للنزول لمحاورتك...قد انزل يوم تكونين قادرة على كتابة اسم ايران بطريقة صحيحة...الى اللقاء

غير معرف يقول...

بو لعربي

هاو نعطيك العبارة الصحيحة: أخطأت في تهجئة كلمة "اران" و ليس عبارتك ...

على كتابة اسم ايران.. و لم يكن هذا جوهر اقتراحي.. يا بهيم

abu arabi يقول...

وراس خلدونة الغالية لانى هابطلك..ديما نبقى انا الفوق ومستوايا الفوق..وتبقى انتى ديما اللوطا ومستواك اللوطا...موش كى تستدرجنى بكلمة بهيم...ولو تقرصنى مانيش باش نهبط للنوعيات اياه...مع تحياتى واحتر....